
غالباً ماتدفعنا مشاعرنا لعمل أي شئ. وهي إشارات نشعر بها وتعكس الحاجة للقيام بالفعل أو العمل. بيد أن المشاعر ليست دائماً حاظرة وتطرق أبوابنا لتخبرنا أن شيئاً ما يلزمنا القيام به. ففي بعض الأوقات المشاعر تأتي لاحقاً.
كعادته قام عبدالملك (موظف خدمة عملاء) صباحاً للذهاب إلى عمله و وصل مبكراً ولم يكُن هُناك أي موظف في مقر العمل. بدأ بتجهيز بعض القهوة لنفسه وثم ترتيب بعض الاوراق المبعثرة على مكتبه. وبقدوم أول زملاء العمل (خالد)، قام عبدالملك بتحيته بشكل مختلف وبإبتسامة عريضة دون أي شعور بالرغبة لذلك أو أي دوافع أخرى. فقط لأنه أمر إيجابي. سألهُ خالد: مالذي حدث لك ..؟ تبدو مبتهجاً اليوم. هل حصلت على ترقية أو مبلغ مالي ..؟. رد صديقنا كلّا ليس هُناك أي ممّا ذكرت. وعند قدوم أول عميل، قام عبدالملك بتحيته بنفس الطريقة التي فعلها مع خالد وربما أفضل. وبدأت مشاعر التحفيز والرغبة بخدمة العملاء بشكل أفضل حتى آخر عميل. ولم تكُن تلك المشاعر موجودة في الأساس، بينما أتت بعد القيام بتلك الأفعال الإيجابية.
إذاً المشاعر قد تأتي بعد البدء بالأفعال الإيجابية ولا تسبقها وهي تابعة لها. وهكذا فحين لانريد في الحقيقة القيام بما يجب علينا فعله أو لانشعر بالحماس للقيام به (خصوصاً الأفعال الإيجابية) فلنبدأ بفعله وعندها سوف تتدفق مشاعر الرغبة إلينا.