يُعتبر الذكاء الوجداني ، أو الذكاء العاطفي من أهم الذكاءات التي يُؤمل أن تتوفر في الإنسان ، باعتبار بشريته .. وأنه اجتماعيٌّ بالفطرة .
ولعل تنمية هذا الذكاء يعتمد على مرتكزين - إثنين - أساسيين هما :
- حُسن إدارة، وضبط مشاعر الفرد لنفسه .
*حُسن إدارة التعامل مع مشاعر الأخرين .
وباب الذكاء الوجداني واسع ٌ ممتد .. قد لا أُجيد قيادة دفة دقائق معانيه ، وتطبيقاته لموانئها الصحيحة.
لكن الذي استوقفني في الموضوع .. أن من أهم آليات اجادة إدارة التعامل مع مشاعر الأخرين ، هو الترقي من أجل الوصول لمرحلة (( التفهم الشعوري ))
حيث يُعتبر مرحلة أعلى من مرحلة (( التعاطف الشعوري )) مع الآخر .
إذا ً..
فما هو الفرق بين (( التفهم الشعوري ، والتعاطف )) ؟؟
لن أُكبل أذهاننا بالتعاريف والمصطلحات العلمية .. ولكن سأطرق باب المثل والشاهد ..
فلو افترضنا مثلا ً أن تصرفا ً خاطئا ً حدث من أحدهم - في حقك - يستوجب غضبك ..
وكنت ممن يتمتع بذكاء ٍ وجداني ..
فإن التصرف وفق آلية التعاطف يكون على النحو التالي :
هو أن تضع نفسك مكان الشخص المخطئ ، وتتخيل أن الموقف الذي استوجب غضبه ، قد حدث لك أنت ، عندها - وبكل شفافية مع النفس - ترى أنك ستقوم بنفس التصرف الذي قام به هذا الشخص في حقك .. !!
عندها تقتنع و تقول : أنا أعذره ، فلو كنتُ مكانه لتصرفتُ نفس التصرف !!
فتكبحُ جماحَ غضبك .. وتتجاوز عن زلته في حقك .
فإذا كان هذا هو التعاطف الشعوري ، فما هو - إذا ً - التفهم الشعوري ؟؟!!
التصرف وفق آلية التفهم الشعوري .. هو أن تعمل مثل السابق ( بأن تضع نفسك مكان الشخص المخطئ ) وبكل شفافية مع النفس ، ترى أنك لو تعرضت َ لمثل ماتعرض له ، لما تصرفت َ بهذا الشكل الخاطئ ، ولكانت ردة فعلك أفضل ، وأسلم ، وأرقى ..
ولكن ..
تقول في نفسك : " قد تكون لديه أسباب ٌ أخرى ( أجهلها ) اضطرته ليتصرف بهذا الشكل !! "
وبناء ً على ذلك تعذره .. وتتجاوز عن زلته ..
ففي كلا الحالتين تحكمت َ في مشاعرك .. وأحسنت َ في إدارة ردة فعلك .. وقبلها أحسنت في ظنك .. وقدرت مشاعر الأخرين .
ولكن في آلية التعاطف عذرته ، لأنك كنت َ ستتصرف نفس تصرفه لوكنت في مثل موقفه .
بينما في آلية التفهم الشعوري عذرته، بالرغم من أنك لن تتصرف بمثل ماتصرف به هو ..!!
لذا كان التفهم الشعوري أرقى من التعاطف الشعوري .
_____
نوره الركبان
مديرة الإشراف التربوي بمحافظة المجمعة
((لذا كان التفهم الشعوري أرقى من التعاطف الشعوري)) .
لو أن الجميع سار بهذا النهج لعاشوا بأنفس راضية هانئة..
مقال رائع وراقي ..
وفقكم الله أستاذتي الفاضلة ونفع بجهودكم ..ودمت بخير
مقال رائع ومميز وكيف لايكون مميزاً
وقد سطّرته الاخت والانسانه الاستاذه نورة الركبان
وفقك الله في علمك وعملك